بين العمامة والسراويل الهابطة
كنت ذات يوم عائد من وهران في الحافلة وإذا بمراهقين من نصنف الشعر المجلجل المشوك والسراويل المقطعة الهابطة وسماعات في الأذنين يتهكمان ويسحران من شيخ ستيني على رأسه عمامة صفراء فاقع لونها لا تسر المراهقين المعنيين صبر الشيخ عليهما كثيرا وزاد تهيجانهما وهجومهما فأطلق عليهما الشيخ صواريخ الرحمة فقال لهما يانتما فرنسا وما أدراك ما فرنسا ضلت لقرن ونصف تحاول أن تنزع عني عمامتي هاته فما استطاعت أما أنتما جيل الجال من خلف البحر وبتلكوموند نزعة لكم سراويلكم .... بأعلامهم وبأفلامهم زرعة فيكم احلامهم , تاملت في حكمة الشيخ كثيرا وحاولت الإسقاط على معظم الآفات التي حطمة الأخلاق الفاضلة لمجتمعنا فوجدت أن الغرب بمسلسلاتهم ورياضيهم ومشاهيرهم سلبوا عقول شبابنا وجعلوهم لعبة يتحكمون فيها عن بعد يلبسونهم ماشاؤوا وياتمرون باوامرهم وينتهون بنواهيهم ان العبة الخسيسة التي صنع الغرب لها قوانينها وتحكموا في ابجدياتها هي التعبية اللاشعورية لهم فافرغوا عقول شبابنا من خلاياه التفكيرية وزرعوا فيها خلايا تكفيرية وافرغو قلوبهم من طاقاته الامانية وملؤوها بالهوى والهواء وتم الاستدراج على مهل فزينو لهم التحضر وزيفو لهم التخلف فلا عجب من كثرة العلاقاتالمحرمة بين الجنسين والمثليين والخمرة جهرة والانتحار والتعدي على الاصول وكل الموبقاتالدخيلة على مجتمعناالمحافظ ولو دخلو جحر ضب لدخلوه.