midorady عضو فضي
عدد الرسائل : 8 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/10/2012
| موضوع: الاستثناء الأربعاء أكتوبر 10, 2012 1:16 pm | |
| تعريفه : نوع من أنواع المفعول به ، لأنه يكون في حالة النصب منصوبا بفعل محذوف تقديره " استثني " ، وتدل عليه كلمة الاستثناء . نحو : حضر الطلبة إلا طالبا . فـ " طالبا " أعربه النحاة مفعولا به للفعل المقدر " استثني " ، والتقدير : حضر الطلبة استثني طالبا . غير أنه ينبغي التدقيق فيما ذكره النحاة حول عمل الفعل المحذوف في المستثنى ، فنرى أن العامل في المستثنى أداة الاستثناء ، وسنتعرض لهذا في حديثنا عن العامل في الاستثناء إن شاء الله . مكونات جملة الاستثناء : تتكون جملة الاستثناء من ثلاثة أجزاء على النحو التالي -المستثنى منه .2ـ المستثنى .3 ـ أداة الاستثناء .
* المستثنى منه : هو الاسم الداخل في الحكم ملفوظا كان أم ملحوظا ، متقدما عليه النفي ، أو شبهه ، أو غير متقدم . * والمستثنى : الاسم المُخرَج من جنس المُخرَج منه ، أي : المطروح أو المتروك . * أدوات الاستثناء " كلماته " فهي على النحو الآتي : حروف ـ أسماء ـ أفعال وحروف . وسوف نتطرق لكل منها في موضعه . أما الاستثناء المسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء منفيا ، أو غير موجب . نحو : ما حضر إلا محمدٌ . ولا تكافئ إلا المجتهدَ . وإذا كان الاستثناء غير مسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء مثبتا ، أو موجبا . نحو : انصرف الضيوف إلا ضيفا . كما أنه إذا كان المستثنى من موجودا سميت جملة الاستثناء تامة . نحو : أقلعت الطائرات إلا طائرة . وإذا كان المستثنى من مفقودا " غير موجود " سميت جملة الاستثناء ناقصة ، أو غير تامة . نحو : ما صافحت إلا أخاك . وإذا كان المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي الاستثناء متصلا . نحو : نجح الطلاب إلا طالبا . وإذا لم يكن المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي منقطعا . نحو : حضر المسافرون إلا حقائبهم . أولا ـ حروف الاستثناء : لا يعد من حروف الاستثناء دون المشاركة سوى " إلا " ، والمستثنى بها له ثلاثة أحوال : ـ الحالة الأولى : وجوب النصب ، إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة ، سواء أكان الاستثناء متصلا ، أم منقطعا . مثال المتصل : حضر المتفرجون الحفل إلا متفرجا . حضر : فعل ماض مبني على الفتح . المتفرجون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . الحفل : مفعول به منصوب بالفتحة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . متفرجا : مستثنى منصوب بالفتحة . 93 ـ ومنه قوله تعالى : { وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم }1 . و قوله تعالى : { فأنجياه وأهله إلاّ امرأته قدرناها من الغابرين }2 . و قوله تعالى : { ففزع من في السموات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله }3 . وقوله تعالى : { فشربوا منه إلا قليلا منهم }4 . ومثال المنقطع : حضر الطلاب إلا كتبهم ، وغادر الحجاج مكة إلا أمتعتهم .
حضر فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة . إلا : أداة استثناء مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب . كتبهم : كتب مستثنى منصوب بالفتحة ، وكتب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . 94 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }5 . 66 ـ ومنه قول النابغة الذبياني : وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيَّت جوابا وما بالربع من أحد إلا الأواريُّ لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد الحالة الثانية : وهي إذا كانت جملة الاستثناء منفية تامة ، جاز في إعراب المستثنى وجهان : 1 ـ النصب على الاستثناء . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . ما تأخر : ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح . الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . طالبا : مستثنى منصوب بالفتحة . 95 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك }1 . بقراءة " امرأتك " منصوبة على الاستثناء . 2 ـ اتباع المستثنى للمستثنى منه ، ويعرب بدلا بعض من كل ، وفي هذه الحالة تكون " إلا " مهملة غير عاملة . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبٌ . ما تأخر : ما نافية لا عمل لها ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح . الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . إلا طالب : حرف استثناء ملغي " أداة حصر " . طالب بدل بعض من كل مرفوع بالضمة ، لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع . 96 ـ ومنه قوله تعالى : { ما فعلوه إلا قليل منهم }2 . بقراءة الرفع في " قليل " . وقوله تعالى : { ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون }3 . ومثال التابع المنصوب : ما رأيت اللاعبين إلا محمدا . محمدا : بدل بعض من كل منصوب بالفتحة الظاهرة ، لأن المبدل منه " اللاعبين " مفعول به منصوب . ومثال المجرور : ما مررت بالمعلمين إلا خالدٍ . خالد : بدل بعض من كل مجرور ، لأن المبدل من " المعلمين " مجرور . تنبيهات وفوائد : 1 ـ إذا كان الاستثناء منقطعا فالأفصح ، والذي نزل به القرآن هو وجوب النصب . نحو : ما في البيت أحد إلا كلبا . وليس لي صديق إلا الكتابَ . 97 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن } وقوله تعالى : { لا يعلمون الكتاب إلا أماني }1 . ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب . في البيت : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . أحد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون . كلبا : مستثنى منصوب الفتحة الظاهرة . 2 ـ وإذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه أيضا . نحو : ما لي إلا خالدا صديقٌ . وليس عندي إلا الصدق قول . ما لي : ما نافية لا عمل لها . لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . إلا خالدا : حر استثناء ، وخالدا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة . صديق : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة . الحالة الثالثة : أن يعرب الاسم الواقع بعد إلا حسب موقعه من الجملة ، وذلك إذا كانت جملة الاستثناء منفية ناقصة ، وفي هذه الحالة يلغى عمل حرف الاستثناء ، وهذا النوع يعرف بالاستثناء المفرغ . أي : ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده . مثال الرفع على الفاعلية : ما تفوق إلا خالدٌ . 98 ـ ومنه قوله تعالى : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله }2 . وقوله تعالى : { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا }3 . وقوله تعالى : { لا يأكله إلا الخاطئون }4 . وقوله تعالى : { لا يصلاها إلا الأشقى }5 . ما تفوق : ما حرف نفي مبني على السكون لا عمل له ، تفوق فعل ماض مبني على الفتح . إلا حرف استثناء ملغي . خالد : فاعل مرفوع بالضمة . ومثال نائب الفاعل : ما كوفئ إلا الفائز . وما عولج إلا المريض . ومثال الرفع على الابتداء : ما في البيت إلا محمدٌ . إلا محمد : إلا حرف استثناء ملغي ، و " محمد " مبتدأ مرفوع بالضمة . ـ ومنه قوله تعالى : { ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون }5 . وقوله تعالى : { وما على الرسول إلا البلاغ المبين }1 .
ومثال الخبر : ما أخي إلا مثابر . فـ " مثابر " خبر مرفوع بالضمة . 100 ـ ومنه قوله تعالى : { ما هذا إلا سحر مفترى }2 . وقوله تعالى : { إن هو إلا ذكر وقرآن }3 . وقوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }4 . 67 ـ ومنه قول طرفة بن العبد : لعمرك ما الأيام إلا معارف فما اسطعت من معروفها فتزود مثال المفعول به : ما قرأت إلا قصيدة . وما كافأت إلا طالبا . فـ " قصيدة " مفعول به منصوب بالفتحة . ـ ومنه قوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا }5 . وقوله تعالى : { وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }6 . وقوله تعالى : { وما يعبدون إلا الله }7 .
ومثال الجار والمجرور : ما التقيت إلا بمحمد ، وما استمعت إلا لعلي . فـ " محمد " اسم مجرور بحرف الجر ، وعلامة جره الكسرة . ـ ومنه قوله تعالى : { وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين }1 . وقوله تعالى : { ما خلق الله ذلك إلا بالحق }2 . وقوله تعالى : { ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله }3 . ثانيا ـ أسماء الاستثناء : غير وسوى . يعرب ما بعدهما مجرورا بالإضافة ، أما هما فيأخذان إعراب المستثنى الواقع بعد إلا بأحواله الثلاث . نحو : حضر الطلاب غيرَ طالبٍ ، أو سوى طالبٍ . حضر الطلاب : فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة . غير : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وغير مضاف . طالب : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة . ومثال ما يعرب فيه " غير وسوى " مستثنى منصوبا ، أو بدلا : ما تأخر الطلاب غيرَ طالب ، أو : سوى طالب . أو : ما تأخر الطلاب غيرُ طالب . أو : سوى طالب . فـ " غير " الأولى مستثنى منصوب بالفتحة . والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . و " غير " الثانية بدل بعض من كل مرفوع لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع ، والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . ومثال مجيء غير وسوى على الحالة الثالثة ( وهو الاستثناء المفرغ ) : ما فاز غيرُ محمد ، أو سوى محمد . فـ " غير " فاعل مرفوع بالضمة ، ومحمد مضاف إليه مجرور بالكسرة . والتقدير : ما فاز إلا محمدٌ . ومثال النصب : ما كافأت غير المجتهد ، أو سوى المجتهد . فـ " غير " مفعول به منصوب بالفتحة ، والمجتهد مضاف إليه مجرور . والتقدير : ما كافأت إلا محمدا . 103 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لبثوا غير ساعة } 1 . وقوله تعالى : { وما زادوهم غير تثبيب }2 . ومثال الجر : ما مررت بغير خالد ، أو : بسوى خالد . بغير خالد : جار ومجرور متعلقان بـ " مررت " ، وغير مضاف ، وخالد مضاف إليه مجرور ، والتقدير : ما مررت إلا بخالد . ثالثا ـ أفعال الاستثناء : عدا ـ خلا ـ حاشا . عدا وخلا لا تعمل في المستثنى النصب إلا بشرط أن يسبقها " ما " المصدرية . نحو : حضر الطلاب ما عدا محمدا . وسافر الحجاج ما خلا قليلا . حضر الطلاب : فعل وفاعل . ما عدا : ما حرف مصدري مبني على السكون ، وعدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر . محمدا : مفعول به منصوب بالفتحة . ومثلها خلا . أما حاشا فلا تسبقها ما المصدرية ، ويجوز في المستثنى بعدها
النصب على المفعولية ، أو الجر على اعتبارها حرف جر . نحو : نجح الطلاب حاشا محمدا ، أو حاشا محمدٍ . وذا خلت عدا ، أو خلا من ما المصدرية ، فيجوز إعراب المستثنى بعدهما مفعولا به منصوبا على اعتبارهما فعلين ، أو اسما مجرورا على اعتبارهما حرفي جر . نحو : قدم الضيوف عدا ضيفا ، أو : عدا ضيفٍ . عدا ضيفا : عدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وضيفا مفعول به منصوب . عدا ضيف : عدا حرف جر مبني على السكون ، وضيف اسم مجرور .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ جواز مجيء الجمل بعد إلا في الاستثناء المفرغ . نحو : ما الجندي إلا يعمل للدفاع عن وطنه . ما الجندي : حرف نفي ، الجندي مبتدأ مرفوع بالضمة . إلا يعمل : حرف استثناء ملغي ، ويعمل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . للدفاع : جار ومجرور متعلقان بالفعل . عن وطنه : جار ومجرور متعلقان بالفعل أيضا ، ووطن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل رفع خبر . 2 ـ تستعمل " بيد " استعمال " غير " بشرط أن يكون الاستثناء منقطعا ، وأن تكون مضافة إلى مصدر مؤول من " أن " ومعموليها . نحو : محمد مؤدب بيد أنه كسول . محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ومؤدب : خبر مرفوع بالضمة . بيد : مستثنى منصوب بالفتحة . أنه كسول : أن واسمها وخبرها . وجملة أن ومعموليها في محل جر مضاف إليه . والتقدير : محمد مؤدب غير أنه كسول . 3 ـ من الأفعال التي تستعمل في الاستثناء " ليس " ، و " لا يكون " ، وهذه الأخيرة لا تستعمل بدون " لا " . إذ لا يصح القول : حضر الطلاب يكون محمدا . والصحيح أن نقول : حضر الطلاب لا يكون محمدا . والمستثنى بعد ليس ولا يكون ينصب على أنه خبر لهما . نحو : سافر أفراد الأسرة ليس عليا . 4 ـ ذكرنا أن العامل في المستثنى هو الفعل المحذوف ، وتقديره استثني ، وهناك آراء أخرى لا داعي لذكرها ، لكن أهم ما يمكن قوله : إن العامل في المستثنى هو حرف الاستثناء ، وبهذا قال ابن مالك ، وهو الصواب عندي لأنه أبعد عن التكلف . 5 ـ يجوز في إعراب تابع المستثنى بغير وسوى مراعاة اللفظ ، أو المحل . نحو : نجح الممتحنون غير محمدٍ وخالدٍ ، أو : سوى محمد وخالد . ونحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا . فجررنا " خالد " مراعاة للفظ المجرور بالإضافة في المثال الأول ، ونصبناه في المثال الثاني مراعاة للمحل ، والتقدير : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا .
والصحيح أن يعرب تابع المستثنى بغير وسوى نصبا على المحل . نحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا . لأن تقدير الكلام : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا . 6 ـ يجوز حذف المستثنى بغير إذا فهم المعنى . نحو : عملت الواجب ليس غيرُ ، وأرسلت رسالة ليس غيرُ . 7 ـ لا يجوز اقتران ما المصدرية مع حاشا ، وما قرئت به مقترنة فهو شاذ . إذ لا يجوز أن نقول : حللت الواجبات ما حاشا واجبا . والصحيح : حللت الواجبات حاشا واجبا ، أو : حاشا واجب . 8 ـ جواز استعمال " لا سيما " ضمن كلمات الاستثناء ، والاسم الواقع بعدها يجوز فيه حالات الإعراب الثلاث : الرفع ، والنصب ، والجر . نحو : هزني منظر الجيش لا سيما قائد في مقدمتهم . فـ " قائد " خبر مرفوع لمبتدأ محذوف ، والجملة صلة " ما " إذا اعتبرناها موصولة | |
|