سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عدت من بعييد و الحمد لله من جديد ، فما أردت إلا أن يكون لي هذا النشر لهذا العلامة حفظه الله و ذلك لأهمية الأمر في حياتنا
الرَّد عَلَى مَنْ يُهَوِّن مِنْ أَهَمِّيَّةِ الدَّعْوَةِ إِلى التَّوْحِيد
العلامة صالح الفوزان حفظه الله
السائل: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، وهذا سائل يقول : أحد دعاة جماعة التبليغ يقول : لقد ضيعنا الناس باسم التوحيد ، وجرأنا الناس على المعاصي، وذلك بقول أن الموحد يدخل الجنة مع وجود الذنب غير الشرك ، توحيد وتوحيد وتوحيد ، فبماذا نجيب الله عز وجل بوجود هؤلاء العاصين ، والسؤال : ما رأي فضيلتكم في هذا القول؟
الشيخ: هذا قولُ جاهلٍ أو ضالٍ، إما أنه جاهل و لا يعرف الكلام في مسائل العلم، أو أنه يعرف و لكنه ضال و يريد تضليل الناس، فلا شك أن الشرك هو أعظم الذنوب، و أن صاحبه لا يدخل الجنة مُطْلَقاً، و أن صاحب المعصية و لو كانت كبيرة و هي دون الشرك هذا ترجى له المغفرة و دخول الجنة، و هذا الشيء ليس من عندنا، الله جل و علا يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾، و في الحديث: « أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ »، فالتوحيد يكفل لصاحبه الجنة، إما ابتداءً و إما في النهاية، حتى و لو عذب، و أما المشرك فهذا لا أمان له أبدا،﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾، يعني بشرك،﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾، فأهل التوحيد لهم الأمن، ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ يعني بشرك، لهم الأمن، إما مطلقا، و إما في النهاية، و أما المشرك فليس له أمن مطلقا، وهو خالد مخلد في النار، فهذا الذي يقول أن التوحيد ضَيَّع الناس، هذا و العياذ بالله كلام شنيع، هذا كلام شنيع، كلام باطل، التوحيد هو الذي أصلح الناس، وهو الذي ينجوا الناس به يوم القيامة من النار، فهو الأصل، وهو الأساس، ولا مقارنة بين المعصية و بين الشرك، الشرك أعظم المعاصي، ولا نجاة معه، أما المعاصي فهي تحت المشيئة، إن شاء الله عذب صاحبها و إن شاء غفر له، و لو عذب فمآله إلى الجنة، نعم.
و لو لست في مستوى الشيخ في مكانته و لو بذرة ، أقول تعلموا التوحيد معناه و أنواعه و العمل به و ما يقتضيه
هنا تبدأ حلاة العلم