كبير المضلين:
أقول لك كيف لتتعلم وتعلم من خلفك... كيف لنا أن نفتن الشباب ونشغله عن طاعة ربه وعن هموم أمة الإسلام ؟؟... أليس بالفتاة العارية .
كبير الغاوين المضلين:
خذ الأمر من بدايته وتعلم المكر والدهاء والخطوات كي تفلح بإغواء بني آدم... ففي بادئ الأمر كانت تعاليم الإسلام مسيطرة على المجتمع... فلو كنا ذهبنا الى الشباب وقتها وقلنا لهم افعلوا الفحشاء.. لكان هذا من المستحيل... فجعلناهم يتبعون خطواتنا... ففي البداية زينا للفتاة خلع حجابها وتقليد الغرب ...ثم جعلناها تلبس الملابس المثيرة وتتمايل في مشيها... ونقنعها أن هذا هو التحضر ليس هذا بعيب... وجعلناها تظهر في التلفاز والفيديو كليب ووسائل الإعلام لترقص وتغني وتطلق آهات جنسية مغرية فأصبحت كالعاهرة... ومع ذلك أقنعناها بأن هذا إسمه فن وليس دعارة .
الضعيف:
عظيم ... ثم ماذا ؟؟؟
كبير المضلين:
ثم ذهبنا إلى أولياء الأمور وأقنعناهم بتأخير سن زواج البنات حتى تستطيع أن تكمل دراستها الجامعية... فأطاعونا... ثم أقنعناهم بأن لا يقبلوا بأي أحد... فيجب أن يعرف قدرها وقيمتها فهي أحسن فتاة في العالم... ويجب أن يكون عنده شقة تمليك وسيارة ويدفع مهرا كبيرا ويشتري لها شبكة ثمينة جدا ... ويجب عليه المشاركة في أثاث المنزل ... فجعلوها كسلعة تباع وتشترى في مزاد علني ... من يدفع أكثر يشتريها... مع أن رسولهم قد قال لهم أنه إذا جائهم من يرضون دينه وخلقه فليزوجوه وقال لهم إن لم يفعلوا ذلك فستكون فتنة في الأرض وفساد كبير... فلم يطيعوا الرسول... وأطاعوا الشيطان... "بئس للظالمين بدلا"... وبالطبع هذه التكاليف المادية ليست بمقدور معظم الشباب وخصوصا وهم في بداية طريقهم... فتكون النتيجة تأخير الزواج بين الشباب ... فيخرج الشاب من عندهم محبط كسير... فيجد حوله كل هذه الفتن والعري والإختلاط ...فتكثر المصاحبة ... ويكثر الزنا والإغتصاب والخمر والمخدرات... وتنتشر الفاحشة في الأرض ... وتعم الرذيلة... فهذه هي الفتنة والفساد الكبير الذي حدثهم به رسولهم... فهل هذه أمة تنصر بعد كل ما يفعلونه مع ربهم ؟؟ أرأيتم كيف يكون التخطيط يا أولادي ؟؟؟
القوي:
رائع يا لك من ماكر ... أنت تستحق لقب كبير الغاوين المضلين بحق .
كبير المضلين:
نعم فحينما تريد أن تطفأ النار يجب أن تذهب الى مصدرها فتطفأه ولا تشغل نفسك باللهب... أفهمت يا ضعيف .
الضعيف:
نعم نعم... إذا... المشكلة في الفكر والإعتقاد... فإذا استطعت أن أغير لها فكرها سيسهل علي بعد ذلك أن اوقعها في المعاصي .
كبير المضلين:
أحسنت لقد تتعلم اللعبة... هيا اذهب وكن لها غاو مضل مبين .
الضعيف:
ولكن كيف يا كبير فهي دائما في ذكر الله... فهي تبدأ يومها بصلاة الفجر وان مرة لم تقم حتى طلعت الشمس.. أصبحت في هذا اليوم صائمة وعاقبت نفسها بكثير من الطاعات وأكثرت من الإستغفار والذكر والتوبة وقراءة القرآن وصلة الرحم وبر الوالدين وكثير من الصدقات في هذا اليوم .... حتى تجعلني أوقظها لصلاة الفجر إن نامت عنها حتى لا تفعل كل هذا الخير... ويا ويلي إن قالت الذكر المئوي الذي قال رسولهم أن له ثواب عظيم وأن من هذا الثواب أن يجعلك في حرز من الشيطان في هذا اليوم حتى تمسي .
القوي:
ما هو هذا الذكر ؟؟!!
الضعيف:
بالطبع كيف لك أن تعرفه وأنت مع هذا الغافل الذي يعيش حياة أقرب للأنعام... إن هذا الذكر هو: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير" مئة مرة حين تصبح...فبعد صلاة الفجر تكون في معية الله طوال اليوم وتقرأ أذكار الصباح فتكون وكأنها دخلت الى حصن حصين منيع... ثم تقرأ هذا الذكر المئوي فتحرم علي باق اليوم.... فكيف لي باغوائها ... وكيف لي أن أجعلها تعصي خالقها الذي تحبه وتعبده ؟؟
كبير المضلين:
ألم تجعلها تعصي ربها ولا مرة ؟؟؟
الضعيف:
لا يوجد هناك بشرا معصوما من الخطأ بعد رسولهم محمد... ولكني اذا زينت لها معصية ففعلتها و أخطأت في حق ربها سارعت بالإعتذار والتوبة والإستغفار والطاعات المستمرة ...وتوبة من وراءها توبة... فتزداد قربا من ربها حتى أندم وأقول يا ليتني لم أوسوس لها بهذه المعصية... أعذرني يا كبير ولكنك لا تعلم ما أنا فيه .
كبير المضلين:
لا يا ضعيف بل أعرف ما أنت فيه جيدا... فإنها فتاة مثلها التي جعلتني أنتقل إلى الأعمال المكتبية والإستشارية .
الضعيف والقوي:
فتاة... كيف ؟؟
كبير الغاوين المضلين:
نعم فتاة مسلمة طاهرة... فلقد كنت في العصور السحيقة من المقربين إلى إبليس ... فلقد ساعدته في بناء أول صنم في التاريخ يعبد من دون الله... وفعلا معا بعد ذلك كثيرا من الشر ... إلى أن جاءت هذه الفتاة في زمن صلاح الدين الأيوبي... وكانت السبب في تحويلي إلى الأعمال المكتبية والإستشارية... المهم... هيا يا قوي كنت تريد أن تعرف ماذا تفعل مع صاحبك قبل أن يأتي رمضان وتسلسل .
القوي:
لا... لا... ليس الآن أرجوك إحك لنا قصتك أولا...فأكاد أموت شوقا لمعرفة من هي التي لم يقدر عليه كبير الغاوين المضلين .
الضعيف:
نعم يا كبير... فمن المؤكد أننا سنستفيد منها كثيرا احكها لنا ثم انصحنا بخصوص رمضان .
كبير الغاوين المضلين:
تريدون أن تعرفوا قصتي... حسنا سأقصها عليكم...
كبير المضلين:
الحكاية بدأت منذ قديم الزمان... وبالتحديد بعد وفاة آدم بفترة قليلة... فقد كنت وقتها في دورة تدريبية مكثفة عن إغواء بني آدم... وكنت متفوقا جدا وقدمت بحثا في نهاية الدورة وكان بعنوان"منهج الشياطين في الصبر حتى التمكين" فلاقى قبولا كبيرا عند إبليس وأعجب بي جدا وقربني منه وقال لي يجب أن نطور هذا البحث وننفذه عمليا مع بني آدم... فقد كانت الشياطين وقتها تستعجل النتائج وإذا لم يروا نتيجة الوسوسة سريعا كانوا يصابون بالإحباط... وكان موضوع بحثي هو الصبر على الإغواء فالوصول إلى هلاك الإنسان يجب أن يكون خطوة خطوة دون إستعجال .
الضعيف:
مزيد من الإيضاح من فضلك ؟؟
كبير المضلين:
تابع معي وستعلم طريقة التضليل المثلى... كان الناس بعد وفاة آدم لا يزال بهم خيرا كثيرا وكان منهم عبادا لله... زهادا في الدنيا مقبلين على الآخرة.. يبيتون لربهم سجدا وقياما ويصبحون صائمين لله صياما...يتصدقون وينفقون... يتعلمون ويعلمون... وكان لهم مكانة كبيرة بين الناس... فكلما أضللنا فئة من الناس سارعوا بدعوتهم الى الله ... فيتوب المسيئون ويرجعوا الى الله ... ثم مرت الأيام ومات هؤلاء العباد...ثم حدث شيئ مهم جدا... أتدرون ماذا هو ؟؟
الضعيف والقوي:
ماذا...؟؟
كبير المضلين:
استدعاني إبليس وقال لي: الآن... فقلت له الآن ماذا؟؟ فقال: الآن نستطيع تنفيذ خطتك التي ذكرتها في البحث... لقد أضفت عليها بعض التعديلات وهي الآن جاهزة للتنفيذ... فقلت له نعم ولكن في أي شيئ سنستخدمها ؟؟ فقال: سنجعل الناس يعبدون الأصنام من دون الله... فقلت له: هذا مستحيل... فقال : لا يوجد مستحيل... خطوة خطوة وإغواء ومكر وصبروكل شيئ سيتم... ثم أطلعني على خطته... فأعجبتني بشدة... ثم قال لي: هيا أحضر أعتى الشياطين لنبدأ... هيا يا بني لنكون على الشر أعوانا .
الضعيف والقوي:
وما هي هذه الخطة ؟؟
كبير المضلين:
سأقصها عليكم لتتعلموا كيف السبيل للإغواء والتضليل... ولكن أنصتوا جيدا حتى تفهموها وتطبقوها مع قومكم .
القوي:
كلي آذان صاغية .
الضعيف:
زدني يا كبير حتى أضل الفتاة .
كبير المضلين:
حسنا... هيا معي نمشي قليلا ونحن نحكي... بعد موت هؤلاء القوم الصالحين حزن الناس عليهم حزنا شديدا ثم ساعدناهم ليزدادوا حزنا وقلنا لهم كيف ستعبدون الله مثل ما كان يفعل هؤلاء... هيا اذهبوا الى قبورهم فاعبدوا الله هناك.... واتخذوا من هذه القبور أماكن للعبادة فهي أماكن مليئة بالبركة.... هيا اذهبوا الى هناك لتعبدوا الله وحده لا شريك له... ففعلوا ثم مرت الأيام... ومات هؤلاء القوم وجاء قوم بعدهم لم يروا هؤلاء الصالحين... فقلنا لهم .. كان هناك قوم صالحون في هذه الأماكن يعبدون الله وحده... ولكننا نخاف اذا ما متم نسيهم الناس... فابنوا لهم تماثيل أصناما ... وأطلقوا على كل تمثال منهم إسم صاحب القبر الصالح لكي يأتي الناس من كل مكان إلى هذه الأماكن المباركة ويرون هذه الأصنام فيتذكروا هؤلاء القوم الصالحون فيتذكروا عبادتهم فيعبدوا الله وحده لا شريك له.. ففعل الناس كذلك... ثم مات هذا الجيل وجاء جيل بعده... وكانوا إذا حاولوا عبادة الله في بيوتهم قلنا لهم ... كيف... كيف تتعبدوا في بيوتكم وهناك عند هذه الأصنام بركة ليس بعدها بركة... إذهبوا واعبدوا الله هناك فقط عند هذه الأصنام لكي تتبركوا بالصالحين ... وكان الناس يشق عليهم هذا الأمر... فقلنا لهم لا بأس إن لم تستطيعوا المجيئ الى هذه الأماكن فخذوا أصناما صغيرة تشبه الأصنام الكبيرة وبنفس الأسماء لكي تستطيعوا أن تعبدوا الله وحده لا شريك له... في بيوتكم...وفعلوا ما أمرناهم به ... ثم مات هذا الجيل وجاء جيل بعده فوجد الأصنام في كل مكان... فقلنا لهم إن آبائكم كانوا يعبدون هذه الأصنام كي تقربهم الى الله.فاعبدوها مثلهم... وكانوا يدعونها ويطلبون منها أي شيئ كي يستجيب الله لهم... فعبدت الأصنام من دون الله وأرسل الله الرسل والأنبياء بعد ذلك لكي يعيدوا الناس من عبادة الأصنام الى عبادة الله وحده لا شريك له... فكان قومهم يقولون لهم... إنا وجدنا آبائنا كذلك يفعلون... وكذبوا... نعم كذبوا... لأن آبائهم كانوا يعبدون الله وحده لا شريك له.. ونحن على ذلك من الشاهدين... ونجحت خطتنا بالصبر والخطوات... قال الله تعالى" يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين"
القوي:
رائع... مذهل... من كان يصدق في بداية الأمر أن هؤلا القوم الصالحين سيكونوا وسيلة لكي يشرك بالله بعد ذلك... من خبث الشياطين...
الضعيف:
نعم... نعم لقد فهمت الآن... أهذا ما تفعلوه الآن مع بعض المسلمين في المساجد التي بها قبور ؟؟
كبيرالمضلين الغاوين :
أحسنت... أحسنت يا ضعيف .. لقد بدأت تتعلم وسيكون لك شأن مع هذه الفتاة .
القوي:
مهلا مهلا... ما هذا الذي تقولوه أليس المدفونين في هذه القبور أمثال الحسين مثلا رجال صالحون .