هذه بعض من أقوال الحكيم لقمان .... منقولة من كتاب ( لقمان الحكيم.. سيرته وحكمه) لمحمد عبد الرحيم
قال لقمان الحكيم :
يا بني ... اتخذ الله تعالى تجارة تأتيك الأرباح بلا بضاعة .
يا بني ... اتخذ ألف صديق والألف قليل و لا تتخذ عدوا واحدا و الواحد كثير .
يا بني ... لا يكن الديك أكيس منك فإنه ينادي بالأسحار و أنت نائم .
يا بني ... نقلت الصخور و حملت الحديد فلم أرى أثقل من الدّين .
و أكلت الطيبات و عانقت الحسنات فلم أرى شيئا ألذ من العافية .
يا بني ... عليك بمجالسة العلماء و استمع كلام الحكماء فإن الله تعالى يحيي القلب الميت بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل المطر .
إن الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون و هم إلى الآخرة سراعا يذهبون و إنك قد استدبرت الدنيا مذ كنت و استقبلت الآخرة مع أنفاسك و إن دارا ستسير إليها أقرب إليك من دار تخرج منها .
يا بني ... إن الناس ثلاث :
* ثلث لله
* و ثلث لنفسه
* و ثلث للدود
- فأما ما هو لله : فروحه
- و أما ما هو لنفسه : فعلمه
- و أما ما هو للدود : فجسمه
يا بني ... إن الدنيا قليل وعمرك فيها قليل من قليل وقد بقي قليل من قليل القليل .
يا بني ... إنك استدبرت الدنيا من يوم نزلتها و استقبلت الآخرة فأنت إلى دار تقرب منها أقرب من دار تباعد عنها .
يا بني ... لا تحتقرن أحدا لخلقان ثيابه فإن ربك و ربه واحد .
يا بني ... لا تجالس قوما لا يذكرون الله عز وجل فإن كنت جاهلا زادوك جهلا و إن كنت عالما لم ينفعك علمك شيئا وإن نزلت عليهم لعنة أو سخطة شاركتهم فيها .
يا بني ... لا تعلق نفسك بالهموم و لا تشغل قلبك بالأحزان و إياك و الطمع و ارضى بالقضاء و اقنع بما قسم الله لك يصفى عيشك و تسر نفسك وتستلذ حياتك .
وإن أردت أن يجمع لك غنى الدنيا... فاقطع طمعك مما في أيدي الناس ... فإنه ما بلغ الأنبياء والصديقون ما بلغوا إلا بقطع طمعهم مما في أيدي الناس .
يا بني ... لا تمدن عينيك إلى زهرة الدنيا و لا تطلبن قضاء كل نهمة من الدنيا و لتكن نهمتك فيما يقربك إلى الله .
يا بني ... لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة .
يا بني ... استح من الله بقدر قربه منك و خف الله بقدر قدرته عليك .
يا بني ... اختر المجالس على عينيك فإذا رأيت المجلس يذكر فيه الله عز و جل فاجلس معهم فإنك إن تكن عالما ينفعك علمك و إن تكن غبيا يعلموك و إن يطلع الله عليهم برحمة تصيبك معهم .
يا بني ... لا تعجبن بما تعمل و إن كثر فإنك لا تدري أيقبل الله تعالى منك غير .
يا بني ... إن كنت تشك في الموت فلا تنم فكأنما أنك تنام كذلك الموت و إن كنت تشك في البعث فلا تنتبه فكما أنك تنتبه بعد نومك فكذلك تبعث بعد موتك .
روى الحسن قال :
بينما لقمان الحكيم في عريش له قدر مضجعه و ابنه جالس بين يديه و قد نزل به الموت فبكى لقمان فقال له ابنه : ما يبكيك يا أبتِ ، أجزعا من الموت أو حرصا على الدنيا ؟
فقال لقمان : لا واحدة منهما و لكن أبكي على ما أمامي من شقة بعيدة و مقادمة سحيقة وعقبة كؤود ( صعبة ) و زاد قليل و حمل ثقيل فلا أدري أيحط ذلك الحمل عني حتى أبلغ الغاية ثم يبقى علي فاساق معه إلى نار جهنم ...
ثم مات رحمه الله .