العودة

معشر المسلمين : تتوالى على المسلمين المحن والنكبات فمن محنة إلى محنة من محنة الدمار والدماء إلى محنة الحصار والفتنة في الدين ولعل الأخيرة اشد بدت هذه المحنة الأخرى في ظاهرة هي أبشع الظواهر المعادية للإسلام والمسلمين إذ نزعت في المواجهة نزعا عنيفا بوقاحة كيداً للمسلمين وطعناً في الدين وليّاً بألسنتهم لإفساد نزعة التدين بالإسلام والتمسك به وتذويب شخصيته في معترك الديانات وكبت طلائعه المؤمنة وسحب أهله عنه إلى ردةٍ شاملة. وكل ذلك يجري على سنن الصراع والتقابل والتدافع، وذلك فيما جهرت به اليهود والنصارى من العمل الجاد: " لزرع خلاياهم في أعماق الإسلام في كل صقع ودار وصهر المسلمين معهم في قالب واحد فلا ولاء ولا براء ولا تقسيم للملأ إلى مسلم وكافر أبدا ولا لتعبدات الخلائق إلى حق وباطل ونصبوا لذلك مجموعة من الشعارات وصاغوا له كوكبة من الدعايات وعقدوا له المؤتمرات والندوات والجمعيات والجماعات إلى آخر ما هنالك من مخططات وضغط ومباحثات ظاهرة أو خفية معلنة أو سرية وما يتبع ذلك من خطوات نشيطة ظهر أمرها وانتشر وشاع واشتهر. وهم في الوقت نفسه في حالة استنفار وجد ودأب في نشر مبادئهم وتنفيذ مخططاتهم من هنا اشتد ت الحاجة إلى فهم هذا الدين والرجوع إليه عاجلا غير آجل وهذا من بعض حق الله على كل مسئول مسلم لتبصير المسلمين في أمر دينهم وكشف الحقيقة عما يحل بهم حتى يصيروا على بصيرة من أمرهم وحراسة الشريعة برد كل مكيدة توجه إليهم وإلى دينهم : " دين الإسلام " وتطعن في الله وفي كتابه وفي رسوله وسنته ، وهو باب عظيم من أبواب مجاهدة الكافرين ودفع مكايدهم وشرورهم عن المسلمين ،قال الله تعالى : كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون
فهذا الإسلام الذي طالما دبرت له المكايد ونيل من أهله وهؤلاء هم المسلمون الذين فرطوا في دينهم حتى أضحوا أذل من الشاة
دم المصلين في المحراب ينهمر والمستغيثون لا رجعٌ ولا أثرُ
و القدس في قيدها حسناء قد سلبت عيونها في عذاب الصمت تنتظرُ
سل الملايين من أبناء أمتنا كم ذُبحوا وبأيدي خائنٍ نُشروا
سلوا بلاداً من الأسلام ما برحت دماؤنا في ثراها بعدُ تستعرُ
هل أجهشت في بيوت الله عاكفةً كل القبائل والأحياء والأسرُ
آمالنا من صلاح الدين يعتقنا وقد تكالب في استعدادنا الغجرُ
يا أمة الحق إنا رغم محنتنا إيماننا ثابتٌ بالله نصطبرُ
غداً بين يدي الجبار سيسألكم الله حكاماً وشعوباً ماذا عملتم تجاه دينكم؟ ما دوركم في عز هذا الدين بعد أن تخلف المسلمون وانحطوا اليوم عن دينهم وبعدوا؟
إن الدور عظيم،

[url=][/url]