كنت ابحث في عينيها وهي تنظر إلى خطفا ...
كنت اريد ان اقتنص تلك النظرة التي تسعدني وتشقيني ...
وقفت جامدا امامها اصافح يدها .. مصطنعا ابتسامة من آلامي واحزاني واشواقي .. فبدت كمن ساء وجه من اسرفت من المساحيق
والألوان ...
كان الزحام يملأ المكان ... والناس سعيدة ..
الصدور والدواخل تعج بالضحكات والحياة ...
الفرقة الموسيقية تتأهب .. عازفوها يشجون قلبي باوتارهم الرقيقة .. والطبل يضخ الدماء في عروقي ..
وآلات الفم تنفخ في أذني .. بأنني اضيع وسط النظرات المتقطعة ..
افلتت يدها التي صاغت لي بها يوما احرف من وهجات الصبا ...
يدها التي امسكت بمعصمي في ألعاب الطفولة وبواكير المرح ..
يدها التي صنعت لي بها عصير من اطايب الليمون .. وانا ارزح تحت وطء الملاريا ...
يدها التي غسلت لي بها بعض ملابسي .. حينما تلطخت بالوحل ونحن بين التنزه والسمر ..
سحبت يدها .. ونظرها .. واخفضت مقلتها على قريب بعيــــــــــــــــــــد ..
ثم التفتت إلى من معها ...
شاب وسيم تدل اناقته على نبله وحسن نشأته
خطيب مرتقب .....
مددت يدي له ...
وقلبي يدعو لها .. بكل السعادة والهناء
....................................
قبل ان يبدأ الحفل ...
الح صغيري بأن نعود إلى المنزل ...
رجعت إلى بيتي السعيد ... وعيناي ترزح في انسها القديم
مـــنـــقـــول