انتحار كاتب
(مئة طريقة للانتحار)
إلى كل البؤساء في العالم أهدي لهم هذا الكتاب
هكذا اختار عنوان كتابه وابتدأ بإهدائه ..ثم استرسل يشرح طريقة تلو الأخرى..كانت طرق مبتكرة ..فكل طريقة تعتمد على نفسية البائس و مشكلته ..وما يثير السخرية هي تلك الطريقة التي خصها لعشاق المغامرات، ذاكرا
" ما عليك إلا أن تقود سيارتك في منحدر جبلي وعر واثقا من عطل كوابحها..ومنطلقا كالرصاصة متحديا بقلب بطل مغوار ".
أما للعشاق فكانت لهم الحصة الكبرى ، فقد خص لهم عشرون طريقة يقذفون أرواحهم من الحياة ..لم تكن طرقه مستهلكة كصعود أعلى بناية ورمي الجسد مع مهب الريح..بل ابتكر طرقا تجعلهم كزهور قطعت توا من جذورها ..ذاكر منها
" اندفع إلى أقرب نهر أو محيط..وتشكل معه كجسد واحد ..أقطع عروقك لتمتزج دماؤك فيه ..لن تختفي ولن تذوب ، بل ستولد مع كل نفس تأخذه حبيبتك بعد شربها الماء ..وستولد من جديد مع نبض قلبها وإدراك حواسها "
لقي كتابه رواجا أدهش النقاد والمعارضين له، وعندما استضيف في لقاء تلفزيوني
سأله المقدم " هل تعتبر نفسك كاتب مبدع ؟ "
همهم وإمارة البؤس تلو ثغره مجيبا " هناك من يكتب ليبدع، وأنا اكتب لأحيا..بيني وبينهم شوط طويل يدعى هزيمة اليأس "
-" هل تعتبر كتابك ناجحا "
-" كلا ..لأنه مقياس الفشل في العالم "
-" لو كنت بائس فأي طريقة تختارها للانتحار ؟ ".
أخرج قلمه من سترته وباشر بكسره قائلا " هكذا "
تمت
بقلمي
[center]